وليد سعدي المياليجامعة المثنى كلية الاداب
يعد العراق من البلدان الموغلة في القدم وتاريخه حافل بالمنجزات الحضارية التي تحققت في هذا الجزء المهم من العالم القديم ، ولعل الاثار الشامخة التي تتجلى بالتلال الاثرية المنتشرة في كل مدنه خير مثال على عظمته وعراقته وحضارته .
عرف هذا البلد بأسماء عدة خلال تاريخه الطويل فهو بلاد سومر واكد في حدود نهاية الالف الثالث قبل الميلاد ، وبلاد بابل واشور في بداية الالف الثاني قبل الميلاد ،كما اطلق عليه لقب (ميزوبوتامية اي بلاد مابين النهرين ) في الفترة ما بين القرن الرابع والثاني قبل الميلاد وهذه التسمية اغريقية الاصل شاع استعمالها عند الكتاب الاوربيين ولا يزال مستخدم حتى بعد ذيوع تسمية العراق [1].
اما تسمية عراق اختلف الباحثون في الاصل والمعنى وهناك ثلاث اراء قدم اصحابها اصلا ومعنى يختلف عما يراه اصحاب الرأي الاخر .
يعتقد اصحاب الرأي الاول ان كلمة (عراق)عربية الاصل ومعناها الشاطئ فالبلاد القريبة من البحر هي عراق وهي كذلك لأنها تقع على شاطئ دجلة والفرات وقد جاء في لسان العرب مادة عراق مانصه ( العراق شاطئ الماء وخص بعضهم شاطئ البحر ، وقيل سمي عراقا لقربه من البحر ،واهل الحجاز يسمون ماكان قريبا من البحر عراقا ،وقيل سمي عراقا لتواشج عروق الشجر والنخيل به كأنه اراد عرقا ثم جمع على عراق ،وقل انه شاطئ البحر اوالنهر على طوله وقيل لبلد العراق عراقا لأنه على شاطئ دجلة والفرات حتى يتصل بالبحر )[2].
وقال اخرون : العراق فناء الدار ، فهو متوسط بين الدار والطريق وكذلك العراق متوسط بين الريف والبرية [3].
في حين يرى اصحاب الرأي الثاني ان كلمة( عراق ) قد ترجع الى موروث حضاري ولغة قديمة اما ان تكون سومرية او من اقوام اخرين من غير السومريين وغير الجزريين الذين استقروا في جنوب العراق في عصور ما قيل التاريخ وترى هذه الفئة ان الكلمة مشتقة من كلمة( اوروك)( اونوك) وهو اسم المدينة السومرية المشهورة (الوركاء)[4]وهذه الكلمة(اوروك) كانت ضمن القائمة التي اوردها العالم الالماني لاندز يذكر مع جملة مفردات تضم اسماء مدن ومهن ومصطلحات ثقافية اخرى والذي ادعى ان هذه المفردات لا ترجع بأصولها الى اللغة السومرية او اللغة الاكدية وقد اطلق على اصحاب هذه اللغة اسم ((الفراتيون الاوائل )) وبمعنى اخر ان كلمة عراق هي من تراث الفراتييون الاوائل الذي افترض وجودهم هذا العالم [5] ، كما ان الكلمة نفسها (الوركاء ) تدخل في تركيب اسماء عدة مدن قديمة مثل مدينة اور ، وهذ يذكرنا بما ذهب اليه الدكتور محمود الامين الذي يرى ان اسم العراق مؤلف من مجموعة حروف هذه المدن [6] .
اما اصحاب الرأي الثالث فهم يرجعون كلمة (عراق) الى اصل فارسي فكلمة (ايراء) تعني بحسب نظرهم الساحل وقد عربت الى ايراق ثم عراق ، في حين يرى الخوارزمي في مفاتيح العلوم وتاريخ حمزة الاصفهاني ان كلا الاسمين (ايران و عراق ) اصلهما (ايراك) بالكاف الفارسية ، وايد هذا الرأي (هرتسفلد) وقال ان عراق معرب من ايراك الفارسية التي تعني البلاد السفلى ، اما الاصمعي فهو الاخر زعم ان تسمية عراق تسمية اعجمية معربة [7].
ويرى (اولمستد ) ان اول استعمال لكلمة عراق ورد في العهد الكشي منتصف الالف الثاني قبل الميلاد في وثيقة تاريخية ترقى في تاريخها الى حدود القرن الثاني عشر قبل الميلاد وجاء فيها اسم اقليم على هيئة( اريقا) واوضح استعمال شاع لمصطلح (عراق) بدأ في الادوار الاخيرة من الفترة الساسانية مابين القرنين الخامس والسادس الميلاديين حيث بدأ استعماله يظهر في الشعر الجاهلي [8].
المصادر والمراجع
1- ابن منظور ، محمد بن مكرم المصري ، لسان العرب ،ج9 ،بيروت ،1999.
2- الاندلس ، عبد العزيز البكري ، معجم ما استعجم ، تحقيق : جمال طلبه ،مج 2،ج3،بيروت، 1998.
3- – الدباغ ، تقي ، البيئة الطبيعية والانسان ، حضارة العراق ،ج1،بغداد ،1985.
4- باقر ،طه ، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ،ج1 ، بغداد ، 1986.
5- بوتس ، دانيال ، حضارة وادي الرافدين الاسس المادية ، ترجمة كاظم سعد الدين ، بغداد ، 2006.
6- سلمان ، حسين احمد، كتابة التاريخ في بلاد الرافدين في ضوء النصوص المسمارية ، بغداد ، .2008
عرف هذا البلد بأسماء عدة خلال تاريخه الطويل فهو بلاد سومر واكد في حدود نهاية الالف الثالث قبل الميلاد ، وبلاد بابل واشور في بداية الالف الثاني قبل الميلاد ،كما اطلق عليه لقب (ميزوبوتامية اي بلاد مابين النهرين ) في الفترة ما بين القرن الرابع والثاني قبل الميلاد وهذه التسمية اغريقية الاصل شاع استعمالها عند الكتاب الاوربيين ولا يزال مستخدم حتى بعد ذيوع تسمية العراق [1].
اما تسمية عراق اختلف الباحثون في الاصل والمعنى وهناك ثلاث اراء قدم اصحابها اصلا ومعنى يختلف عما يراه اصحاب الرأي الاخر .
يعتقد اصحاب الرأي الاول ان كلمة (عراق)عربية الاصل ومعناها الشاطئ فالبلاد القريبة من البحر هي عراق وهي كذلك لأنها تقع على شاطئ دجلة والفرات وقد جاء في لسان العرب مادة عراق مانصه ( العراق شاطئ الماء وخص بعضهم شاطئ البحر ، وقيل سمي عراقا لقربه من البحر ،واهل الحجاز يسمون ماكان قريبا من البحر عراقا ،وقيل سمي عراقا لتواشج عروق الشجر والنخيل به كأنه اراد عرقا ثم جمع على عراق ،وقل انه شاطئ البحر اوالنهر على طوله وقيل لبلد العراق عراقا لأنه على شاطئ دجلة والفرات حتى يتصل بالبحر )[2].
وقال اخرون : العراق فناء الدار ، فهو متوسط بين الدار والطريق وكذلك العراق متوسط بين الريف والبرية [3].
في حين يرى اصحاب الرأي الثاني ان كلمة( عراق ) قد ترجع الى موروث حضاري ولغة قديمة اما ان تكون سومرية او من اقوام اخرين من غير السومريين وغير الجزريين الذين استقروا في جنوب العراق في عصور ما قيل التاريخ وترى هذه الفئة ان الكلمة مشتقة من كلمة( اوروك)( اونوك) وهو اسم المدينة السومرية المشهورة (الوركاء)[4]وهذه الكلمة(اوروك) كانت ضمن القائمة التي اوردها العالم الالماني لاندز يذكر مع جملة مفردات تضم اسماء مدن ومهن ومصطلحات ثقافية اخرى والذي ادعى ان هذه المفردات لا ترجع بأصولها الى اللغة السومرية او اللغة الاكدية وقد اطلق على اصحاب هذه اللغة اسم ((الفراتيون الاوائل )) وبمعنى اخر ان كلمة عراق هي من تراث الفراتييون الاوائل الذي افترض وجودهم هذا العالم [5] ، كما ان الكلمة نفسها (الوركاء ) تدخل في تركيب اسماء عدة مدن قديمة مثل مدينة اور ، وهذ يذكرنا بما ذهب اليه الدكتور محمود الامين الذي يرى ان اسم العراق مؤلف من مجموعة حروف هذه المدن [6] .
اما اصحاب الرأي الثالث فهم يرجعون كلمة (عراق) الى اصل فارسي فكلمة (ايراء) تعني بحسب نظرهم الساحل وقد عربت الى ايراق ثم عراق ، في حين يرى الخوارزمي في مفاتيح العلوم وتاريخ حمزة الاصفهاني ان كلا الاسمين (ايران و عراق ) اصلهما (ايراك) بالكاف الفارسية ، وايد هذا الرأي (هرتسفلد) وقال ان عراق معرب من ايراك الفارسية التي تعني البلاد السفلى ، اما الاصمعي فهو الاخر زعم ان تسمية عراق تسمية اعجمية معربة [7].
ويرى (اولمستد ) ان اول استعمال لكلمة عراق ورد في العهد الكشي منتصف الالف الثاني قبل الميلاد في وثيقة تاريخية ترقى في تاريخها الى حدود القرن الثاني عشر قبل الميلاد وجاء فيها اسم اقليم على هيئة( اريقا) واوضح استعمال شاع لمصطلح (عراق) بدأ في الادوار الاخيرة من الفترة الساسانية مابين القرنين الخامس والسادس الميلاديين حيث بدأ استعماله يظهر في الشعر الجاهلي [8].
المصادر والمراجع
1- ابن منظور ، محمد بن مكرم المصري ، لسان العرب ،ج9 ،بيروت ،1999.
2- الاندلس ، عبد العزيز البكري ، معجم ما استعجم ، تحقيق : جمال طلبه ،مج 2،ج3،بيروت، 1998.
3- – الدباغ ، تقي ، البيئة الطبيعية والانسان ، حضارة العراق ،ج1،بغداد ،1985.
4- باقر ،طه ، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ،ج1 ، بغداد ، 1986.
5- بوتس ، دانيال ، حضارة وادي الرافدين الاسس المادية ، ترجمة كاظم سعد الدين ، بغداد ، 2006.
6- سلمان ، حسين احمد، كتابة التاريخ في بلاد الرافدين في ضوء النصوص المسمارية ، بغداد ، .2008