السيرة الذاتية د.نعيم عودة صفر

السيرة الذاتية

الاسم الرباعي : نعيم عودة صفر دخيل الزيدي

Naeem, A, Sifr

التولد : 1/7/1964

عنوان السكن : المحافظة ذي قار /قضاء قلعة سكر

التحصيل الدراسي : درس الابتدائية في مدرسة طارق بن زياد الابتدائية واكمل دراسة الثانوية في مدارس مدينته قلعة سكر فكانت دراسته المتوسطة في متوسطة الربيع للبنين اما الدراسة الاعدادية فكانت في اعدادية قلعة سكر للبنين

الدراسة الجامعية : جامعة بغداد / كلية الآداب / قسم الاثار 1987-1988م

الدراسات العليا : ماجستير/ جامعة بغداد / كلية الآداب/ قسم الاثار 2009م/ الدكتوراه: جامعة بغداد / كلية الآداب / كلية الآداب/ قسم الاثار 2014م

تاريخ اول تعين : 25/3/2010 جامعة المثنى / كلية التربية / نقل الى كلية التربية الاساسية في 2012ثم نقل الى كلية الآداب في 2014

المناصب التي يشغلها : رئيس قسم الاثار

عدد التشكرات: 6

البحوث المنشورة :1 ( البطولة في اساطير وملاحم بلاد الرافدين )

قيد النشر (علاقة الدولة الكلدانية بالساحل الفينيقي (626-562ق.م )

ملخص رسالة الماجستير

لعل أهم ملامح المشهد العام في العصر البابلي القديم وتحديداً في القسم الأول منه المعروف بعصر إيسن- لارسا، وجود خليط كبير من الدويلات التي دخلت في تنافس مستمر للسيطرة على بلاد  الرافدين. وكان العنصر المهيمن على المشهد العام هو الأقوام الآمورية، التي إستغلت تدهور الأوضاع العامة بعد سقوط سلالة أور الثالثة، وأسست مجموعة من الممالك في مدن جنوب بلاد الرافدين، فضلاً عن بعض الممالك في أعالي الفرات، من أشهرها ماري.

دخلت هذه الممالك في صراع فيما بينها، وإستطاع بعضها أن يفرض سيادته زمناً طويلاً في مدن رئيسة أخرى تتبع لها مناطق متفاوتة المساحات، ولكنها لم تسلم من تغييرات متكررة ضمن أفراد الأسر الحاكمة. وكانت سلالة كودور- مابوك قد حكمت حوالي إثنتين وسبعين سنة في مملكة لارسا، تمتعت في ظلها المملكة بهدوء نسبي، وتمت فيها مشاريع عمارية واسعة، وهي علامة الحكومة القوية في بلاد الرافدين، رافقتها جهود كبيرة جداً في مشاريع الري وشق القنوات في منطقة نفوذ مملكة لارسا. وبرز في هذا العصر ملوك عظام ساهموا في خلق أحداث هذا العصر، منهم الملك القدير حمورابي والملك الآشوري شمشي – أدد الاول، وكذلك الملك ريم – سين الأول ملك لارسا، الذي حكم مدة طويلة ناهزت الستين عاماً، وهي أطول مدة حكم لملك عراقي قديم، كان خلالها فاعلاً ومؤثراً في الأحداث الكبيرة في هذا العصر.

إن متابعة سيرة هذا الملك تضعنا في صميم أحداث العصر البابلي القديم، فمن الناحية السياسية كان الرجل يحمل منها الكثير، فقد سيطر على إدارة شؤون مملكته ببراعة عالية، وكانت مملكته هي القوة العظمى في تلك الحقبة، فقد سيطر على معظم الممالك العظيمة في جنوب بلاد الرافدين، ومنها مملكة إيسن، الخصم اللدود لمملكته، وأصبح العام الذي إنتصر فيه على هذه المملكة تأريخاً فاصلاً في سنينه التقيويمية يؤرخ به الأحداث المهمة في مملكته. وخضع لسلطته معظم ملوك عصره، ومن بينهم جد حمورابي وأبوه ومن ثم حمورابي نفسه.  وتمتع  الملك     ريم – سين الأول بالحنكة السياسية وحسن التدبير، فأقام  عدة تحالفات ومصاهرات سياسية، فقد عقد معاهدة صداقة ودفاع مشترك مع مملكة بابل، تضمنت إرسال قوات في حالة تعرض أي طرف لعدوان من أطراف أخرى.  وعقد مصاهرة سياسية من خلال زواجه بإبنة ملك إيسن سين – ماكر، وقد ساعد هذا الزواج في حصول حالة من الهدوء النسبي في العلاقة بين المملكتين. و شهدت مملكة لارسا على يد هذا الملك  أقصى درجات الإزدهار، وحققت الكثير من الإنتصارات العسكرية التي تم توثيقها من قبله في تواريخ سنين حكمه.  يمكن تقسيم سنوات حكمه إلى مرحلتين، الأولى تميزت بأعماله العسكرية، إذ كان ذا نزعة توسعية واضحة، جعلته يترقب الفرص لللإنقضاض على منافسيه، وربما كان يحلم بإقامة إمبراطورية مترامية الأطراف، وقد تحقق له هذا الأمر من خلال تبني سياسة عسكرية متسمة بروح هجومية أقوى، وإستمرت هذه المرحلة حتى عامه الثلاثين عندما فرض سيطرته على مدينة ايسن، وأنهى وجودها السياسي وضمها إلى مملكته.  في حين تميزت المرحلة الثانية  بالنشاط العمراني الواسع النطاق، والذي تمثل في تطوير مشاريع الري، وبشكل خاص حفره القنوات، فقد بذل هذا الملك جهوداً جبارة في في مجال مشاريع الري وشق القنوات في منطقة نفوذ  مملكة لارسا ،إذ أشارت كتاباته إلى أنه فتح أو أعاد  فتح الكثير من القنوات التي كانت تؤدي إلى البحر، أي فتح منافذ لنهري دجلة والفرات للتقليل من خطر الفيضانات المتزايدة ، أو إستثمار أراضٍ زراعية جديدة قرب الشواطيء.  وعمل على  بناء الأسوار والتحصينات، فقد ذكرت كتاباته أنه بنى الأسوار حول المدن التابعة لمملكته وجدد أسوار أقدم أو رممها. وكانت عملية بناء المعابد وتجديدها وترميمها مثار فخر هذا الملك، مثل أقرانه من ملوك العراق القديم،  الذين تفاخروا جميعاً ببناء وترميم معابد الآلهة المختلفة، فقد بنى الملك ريم –سين الأول الكثير من المعابد ، ليس في مدينة لارسا فقط ، ولكن في معظم المدن التي كانت تحت نفوذ مملكته، وجدد الكثير من المعابد في مختلف الدن مثل أور ونفر وغيرها.

يمكن تمييز مرحلتين في الجانب الإداري في حياة هذا الملك، فهو لم يطبق النظام المركزي في مرحلة حكمه المبكرة، والتي يبدو أنه كان واقعاً فيها تحت تأثير نفوذ والده كودور- مابوك . وقد طبق النظام الإداري المركزي في المرحلة الثانية من حكمه، ودخل في هذه المرحلة في منافسة كبيرة مع الممالك القوية الأخرى.

نستطيع أن نقول أن هذا الملك كان من رجالات عصره المميزين، وكان صاحب حضور مؤثر في أحداث زمانه، ولم تسقط مملكته بيد حمورابي إلا بعد أن أصبح شيخاً كبيراً.

ملخص اطروحة الدكتوراه.

الاستنتاجات

أن للموقع الجغرافي المتميز لمملكة اشنونا ووقوعها على مفترق طرق ساهم في ازدهار اقتصادها كونها ممراً برياً مناسباً إلى المناطق الواقعة شرق بلاد الرافدين فكانت تمثل المكان المناسب لإيصال الموارد بكافة انواعها إلى المدن الواقعة شرق بلاد الرافدين وشمالها ، وكذلك لاستيراد المواد التي تحتاجها هذه البلاد من بلدان الشرق ومنها بلاد عيلام والهند وغيرها .

أن التنوع المناخي لبلاد الرافدين من شماله إلى جنوبه تسببه خصائص طبيعية كان دوراً كبيراً في بلورة جوانب عدَّة من الحضارة التي نشأت وتطورت في هذا البلد ولعل الميزة الأهم من بين هذه الجوانب هي التنوع الحاصل في المحاصيل الزراعية ، أذ اوردت لنا النصوص المسمارية العديد من انواع المحاصيل التي كانت تزرع في مملكة اشنونا بوجه خاص وفي بلاد الرافدين بوجه عام وعكست هذه النصوص وبالتحديد تلك التي تم العثور عليها في المدن والمناطق التي كانت تابعة لمملكة اشنونا الاهمية الاقتصادية لهذه المملكة والتي عدَّة مركزاً مهماً لتوفير معظم انواع الغلال فيها .

أن خصوبة التربة في مملكة اشنونا صاحبة وفرة في الموارد المائية التي تجلت في وجود نهر ديالى والذي سمي بالسومرية بهيأة I7DUR.UL3 وبالاكدية turnat والروافد التي تتفرع منه وبالتالي فإن هذه الموارد ساعدت ايضاً على ازدهار الزراعة والحياة الاقتصادية لمملكة اشنونا .

أمدتنا النصوص المسمارية والمتعلقة بمملكة اشنونا بانها قبل استقلالها أي في العصر الاكدي وسلالة اور الثالثة بأنها كانت تتمتع بنشاط اقتصادي جيد تجلى هذا النشاط بوصولات التسليم والتسلَّم والمدخولات التي تتضمن مواضيعها قضايا متنوعة البعض منها يتعلق بالأمور الزراعية والاخر بالأمور الحيوانية ومتطلباتها فضلاً على أن هذه النصوص امدتنا بمعلومات قيمة حول المكاييل والموازين واصناف بعض العمال وكذلك أنواع الجرايات .

وللأهمية التي تتمتع بها الزراعة كونها الركيزة الأساسية الأولى لقيام اقتصاد الدولة فقد وضحت لنا النصوص مجمل النشاطات والفعاليات التجارية والصناعية المتعلقة بها فضلاً عن الحرف الأخر المتعلقة بها ، ويمكن القول أنه لم يبرز أي نشاط للقطاع الخاص في مختلف الفعاليات الاقتصادية في العصرين الاكدي وعصر سلالة اور الثالثة ، وأكدت النصوص المسمارية أن الدولة كانت تحكم السيطرة على إدارة النشاطات الاقتصادية كافة والأشراف عليها .

فيما يُعدَّ موضوع الثروة الحيوانية وتنوعها والحظائر والعاملون فيها وإدارتها وأنواع الماشية التي تربى فيها والافادة منها بجوانب عدَّة البعض منها أرتبط بالإفادة المباشرة من خلال لحومها وحليبها والبعض الاخر تعلق بالإفادة غير المباشرة من جلودها وصوفها ، ولقد كان لهذا التنوع في الحيوانات الاثر الكبير في ظهور الصناعات الحيوانية تحديداً الغذائية منها والصناعات الجلدية والنسيجية

الموضوعات الاكثر أهمية والتي أظهرتها النصوص المسمارية المكتشفة والتي تضمن معلومات عن مختلف النشاطات الاقتصادية في مناطق مملكة إشنونا على الرغم من وجود نوع من الاستقلال النسبي يميزها عن باقي مدن ومناطق بلاد الرافدين في العصرين الاكدي وعصُّر سلالة اور الثالثة لكون المنطقة هي مجاورة لإقليم عيلام الذي يعدُّ مصدر قلق دائم للمنطقة فضلاً عن ذلك ان سكان هذه المناطق هما السوبارتيون والاموريون جنسان مختلفان في جميع الصفات ؛ لذا كان ذلك من العوامل التي ساعدت على الاستقلال النسبي إلى جانب القوة الاقتصادية التي امتازت بها المنطقة .

وقد أمدتنا النصوص المسمارية أيضاً بالتطورات الاقتصادية والإدارية التي طرأت على الزراعة ومختلف مجالات النشاط الاقتصادي لمملكة إشنونا إبان العصر البابلي القديم وتتبع التطور الزراعي من خلال المحاصيل الزراعية المنتجة والحرف المرتبطة وكذلك التقاويم الشهرية التي تبدأ من الشهر الرابع الذي يختلف عن مناطق جنوب بلاد الرافدين فضلاً عن ظهور نشاط القطاع الخاص وظهور الملكية الفردية والتي أصبحت فعالياته موازية للدولة في مجمل الفعاليات الاقتصادية واصبحت له الاراضي الزراعية الخاصة إلى جانب الفعاليات التجارية والصناعية المتمثلة بامتلاكه المعامل والمشاغل الصناعية والحرفية وامتلاك المواد الاولية والمتاجرة بها ، كما اهتمت مملكة إشنونا بالثروة الحيوانية وتربية الحيوانات وتنوعها وحظائر تسمين الحيوانات والعاملين بها والتي تعد الأساس الذي اعتمد علية اقتصادها.

ولم تقتصر اهمية مملكة اشنونا على الزراعة والحرف الزراعية بل تعدت إلى الجانب التجاري ، فموقع المملكة كان من الأهمية بحيث مكنها من التحكم بالطرق التجارية المهمة سواء المتجهة الى بلاد عيلام شرقاً ام تلك المتجهة إلى بلاد اشور شمالاً أو جنوباً باتجاه دويلات وسط وجنوب بلاد الرافدين ، والتحكم بهذه الشبكة المهمة من الطرق التجارية يبدو واضحاً من خلال الحملات العسكرية الخارجية لملوك وحكام اشنونا التي يهدفون من ورائها تأمين السيطرة على هذه الطرق ،فضلاً عن المحطات والضرائب التجارية والمكوس وانعكاسها على اقتصاد إشنونا ، كما انها تبيِّن مدى النشاط التجاري من خلال العلاقات التجارية مع الدول والاقاليم المجاورة .

افادتنا النصوص المسمارية في التعرف على الصناعات بمختلفة أشكالها فمنها الغذائية والنسيجية والجلدية والخشبية والمعدنية والكيميائية والانشائية والحرف المرتبطة بها وقدمت لنا النصوص من مواقع مختلفة من مملكة إشنونا قوائم بأسماء الحرفيين وأصحاب المهن وتخصصاتهم والأجور المدفوعة لهم سواء أكانت جرايات شهرية أو يومية ، كما عرفَّتنا على مهارات الحرفيين البابليين من سكان مملكة إشنونا ، وقدمت لنا التنقيبات الاثار المادية التي وضحت ورش العمل ولاسيما في موقع خفاجي وغيرها من المواقع .

أن مملكة اشنونا كجزء من بلاد الرافدين كانت تتأثر بالعوامل السياسية بشكل كبير وأن هذا التأثر بالتأكيد ينعكس على مجمل القضايا الاقتصادية وكذلك التجارية لذا فان الخط البياني لنمو اقتصاد أي مدينة يتأثر بصعوده ونزولة تبعاً للاستقرار السياسي لهذه المدينة وكذلك المناطق المجاورة لها.

لقد امدتنا بعض النصوص المسمارية بطرق تجارية ،ووصفت بعض الرحلات ما بين المدن وكذلك المدة التي تستغرقها كل رحلة ، وبالتأكيد فإن مثل هكذا تخطيط وتنظيم لجغرافية الرحلات ينعكس على الجانب الاقتصادي والتجاري الذي يأخذ بعين الاعتبار بعد المسافة وامان الطريق ونوع البضاعة المتاجر بها، وكل هذه الامور تحسب من قبل الدولة والتجار وكذلك من قبل عامة الناس .

كان للنظام الضريبي لمملكة اشنونا دوراً كبيراًفي دعم الدولة من حيث توفير واردات اقتصادية ومالية من خلال فرض الضرائب المتنوعة ، أن هذا النظام الضريبي الذي اخذ اشكال وطرق عدَّة ساهمت في تطور ودعم اقتصاد الدولة .

من الامور الاخرى التي اسهمت في اقتصاد مملكة اشنونا هي التقدمات والقرابين المقدمة من الاشخاص او حكام نفس  المدن او حكام المدن الاخرى مثلما فعل ريم – سين الاول في ارسال كميات كبيرة الماشية الى المعابد والتي يفسرها الاخرين تكفيراً عن ذنبه لأعتدائته على معابد الالهة ومدنها.

لذا أن البيانات الاقتصادية  الوفيرة  التي شهدتها مدن بلاد الرافدين ابان العصور التاريخية في مدة العصر البابلي القديم والتي أفرزتها النصوص المسمارية المستظهرة من خلال التنقيبات الاثرية  التي دُرس الكثير منها ومازال الكثير منها أيضاً ينتظر من يميط اللثام عنه ، كل هذه المعلومات التي وصلتنا من هذا العصر لم تكشف لنا عن طبيعة النشاطات الاقتصادية والتجارية التي كانت سائدة في مملكة إشنونا بيد ان العقبة الكبيرة التي تتجلى امام الباحث بهذا الخصوص تكمن وراء الطبيعة الحقيقية للعمل المؤسساتي من هذا العصر وكذلك عمل القطاع الخاص والمشترك.

لقد تطرقت القوانين في بلاد الرافدين وبالتحديد في مدة العصر البابلي القديم الى مجمل الفعاليات الاقتصادية ولاسيما فيما يتعلق بالأراضي الزراعية وملكيتها وتحديد الاجور وتنظيم العمليات التجارية وهو ما يدل على اهتمام الحكام والملوك في ذلك العصر بعملية استقرار ونمو الجانب الاقتصادي في المدن التابعة لمملكتهم.