كلياتُ الآدابِ المرتكزُ الأساسِ الذي أُسستْ عليه الجامعاتُ العراقيةِ، ومنها تخرّجَ فطائلُ العلومِ الإنسانيةِ، وإليها يُشارُ بالبنانِ عندما نذكرُ عمالقةَ الفكرِ والأدبِ والشعرِ العراقي، ولا غنى عنها في العلومِ الإنسانيةِ، فهي تمثلُ الحجرَ الأساسِ للإبداعِ العلمي والإنساني .
ومن هذا المنطلقُ وُجدتْ حاجةٌ ماسةٌ لتأسيسِ كليةِ الآدابِ في جامعةِ المثنى في العامِ الدراسي 2014-2015، وبُنيتْ على قسمي الآثارِ والاجتماعِ، وهذان القسمان لهما أهميةٌ كبيرةٌ في تطويرِ عجلةِ الحياةِ الإنسانيةِ فأحدهما يكملُ الآخر. ورُعيَتْ في فتحِهما خصوصيةُ المحافظةِ.
فقسمُ الآثارِ يدرسُ تاريخَ العراقِ القديمِ، وتعدُّ محافظةُ المثنى من أهمِ البقعِ التي اختارها الإنسانُ العراقي؛ لتكونَ مكانا للعيشِ وتمتدُ جذورُ الإنسانِ السماوي إلى مدينةِ الوركاءِ (أوروك) الآثاريةِ حيث أول حرفٍ كتابي كُتبَ في هذه المدينةِ، ولم تقتصرُ آثار المثنى على مدينة الوركاء (أوروك) وحدها ففي المحافظة أماكن آثارية كثيرة يقع على قسم الآثار في كلية الآداب واجب دراستها والتنقيب عنها، وعلى القسم تقع مسؤولية تخريج جيل آثاري يحافظ على تراث مدينته ويكشف النقاب عن أسرارها، وتقع على عاتقه أيضًا مهمة كشف النقاب عن الآثار التي لا تزال تعاني من الإهمال وعليه الاهتمام بها، ومن واجبات القسم أيضا جعل الآثار السماوية على لائحة التراث العالمي. ونعمل اليوم بالتعاون مع جامعات ومعاهد عالمية على عمل ندوات عالمية في هذا الجانب وصلت إلى عشرات الندوات والمحاضرات.
أما قسم الاجتماع فوجدت الجامعة حاجة ماسة إلى وجوده في محافظة المثنى بما يتلاءم مع طبيعة المجتمع السماوي المتنوع البيئات (المدينة، القرى، الأرياف، البدو) وهذا التنوع كان المنطلق الأساس لتأسيس هذا القسم، ليهتم فيه المتخصص بتأهيل طلاب قسم الاجتماع وإعدادهم وتزويدهم بالمهارات الحديثة التي تواكب تطورات العصر وتنسجم مع متطلبات العمل في مؤسسات المحافظة كافة، وبما يزرع روح التعاون مع أفراد المجتمع المتنوع في منابعه الثقافية، وبما يعزز أخلاقيات العمل على مبدأ اجتماعي يركز على كون الفرد مسؤولاً عن العمل الذي يؤديه، وينطلق من إيمان راسخ بأن للعمل قيمة جوهرية يجب احترامها والإصرار على تنميتها وذلك بالتدريب والتطوير وزيادة المهارات وإدارة الوقت بما يتناسب مع أهداف الكلية ورؤيتها، ولذا فإنّ لقسم الاجتماع الدور الفاعل في رسم الحياة الاجتماعية التي ينبغي أن تكون عليها الأسر والمجتمعات، بما يُسهم وبشكل مباشر في تطوير منظومة الوعي المجتمعي وتعزيز الدور القيمي في الحياة.
وسعت كليتنا إلى تطوير الملاك العلمي والوظيفي بالحثِّ على الإفادة من التكنولوجيا الحديثة ومتطلبات الحياة العلمية العالمية على جميع الصعد وذلك بالتعاون مع جامعات عربية وعالمية بما ينسجم مع رؤية وزارة التعليم العالي و البحث العلمي ومراكز البحوث والدراسات وبين المؤسسات المجتمعية كافة على وفق رؤية علمية مدروسة وذلك بالتدريب وإقامة الندوات والمؤتمرات والفعاليات المشتركة لتقوية الروابط العلمية.
وتسعى الكلية في الأعوام المقبلة إلى فتح أقسام جديدة كقسم (اللغة الإنكليزية، والإعلام، وعلم النفس، واللغة العربية)، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا في مسعانا ويسدد خطانا خدمة لهذه الكلية لتكون بمصاف كليات الآداب في الجامعات العراقية العريقة.
ومن الله التوفيق
أ.د : عايد جدّوع حنّون
عميد الكلية