النظام الاجتماعي في العراق القديم

النظام الاجتماعي في العراق القديم

اعداد

 م.م : وليد سعدي الميالي

المحور الاول (بداية ظهور النظام الاجتماعي) :

يعود تاريخ ظهور اولى المجتمعات المستقرة الى العصور الحجرية الحديثة عندما اهتدى الانسان الى الزراعة واستقر في مجتمعات زراعية صغيرة وترك حياة الترحال لغرض جمع القوت ،وكان ذلك في الالفين التاسع والثامن قبل الميلاد ، الا ان معلوماتنا عن التركيب الاجتماعي في العراق القديم قبل الاهتداء الى التدوين قليلة ونادرة ومستمدة من خلال المخلفات الاثرية في القصور والمعابد والبيوت .

 تزداد معلوماتنا عن المجتمع العراقي القديم بعد استخدام الكتابة في اواخر الالف الرابع قبل الميلاد تدريجيا كلما تقدمنا بالتاريخ حيث تزداد النصوص المسمارية ذات المواضيع المختلفة وبذلك تمكن الباحثون متابعة اوجه النشاط الانساني في مختلف اشكاله .

   كان المجتمع في عصر فجر الحضارة يعيش في وحدة متراصة ضمن القرية او المدينة ،يسوده العمل الجماعي في مختلف تفاصيل الحياة ،والمشاركة في الخيرات التي ينتجها السكان ،وقد عرف بعض التنظيمات الاجتماعية التي جمعت بين السلطتين الدينية والدنيوية تحت زعامة حاكم ديني هو الكاهن الاعظم وكان في الغالب ذا صفة دينية لان الخوف من الظواهر لطبيعية التي تمثلها الالهة كانت من مميزات ذلك العصر .

  تولت تلك السلطة تنظيم العلاقات بين افراد القرية او المدينة ،كذلك القيام بمهمة الحفاظ على امن وسلامة المجتمع ضد أي اعتداء خارجي او أي تجاوز كان يقع على اراضيهم ،وبذلك ظهر الدولة بشكلها الاول ،وبشكل يفي باحتياجات ذلك المجتمع .     

 وقد نشأت القرى الزراعية وتوسعت وتحولت تدريجيا الى مدن عامرة مثل مدينة اور ،اريدو،لكش بمحافظة ذي قار ،والوركاء بمحافظة المثنى ،وغيرها من المدن السومرية ، حيث ان وجود البحيرات والاهوار في منطقة جنوب بلاد الرافدين تقدم امكانية وجود مجتمعات مستقرة نسبياً تشبه الى حد ما مستوطنات العرب غير المزارعين الموجودين حالياً في الاهوار حيث تتوفر بغزارة موارد العيش مثل الاسماك والبط البري ،مع وجود القصب الضخم الذي لا يزال مستخدماً الى حد الآن،كما اثر المستوى التعاوني الاجتماعي الاقتصادي على تطور البناء الاجتماعي في بلاد الرافدين حيث ساعد تطور الري الى امتلاك الناس لمساحات من الاراضي على التفكير في التملك وبالتالي الى زيادة حجم المستوطنات السكانية .

   كان تنظيم المجتمع العراقي القديم يقوم على سيطرة المواطنين الاحرار(الاويلم) على اتخاذ القرارات بشأن السياسات العليا في مجلس العموم في المدينة ،وكانت بعض القرارات في المجتمع يجب ان تتخذ بشكل فوري لذا كان المواطنون يجتمعون ليعلنوا رجلاً ليوجه وينسق الامور وخاصة الزراعية منها نظراً لأهميتها .

 2- المحور الثاني ( طبقات المجتمع) :

  كان المجتمع في العراق القديم لاسيما في العصر البابلي القديم يتألف فيما عدا طبقة الكهنة والملوك من ثلاثة طبقات اجتماعية ، فالطبقة الاولى تتكون من الاحرار ذوي الحرية المطلقة ويعدون الطبقة العليا في المجتمع (الاويلم) ،اما الطبقة الثانية فهم الطبقة الوسطى فتتألف من الاحرار الذين كانت حريتهم تشوبها القيود(حرية مقيدة) (المشكينم) ،والطبقة الثالثة من العبيد (أردو أي العبد وأمتو = أمة أي العبدة) وسنأتي الى تفصيل كل واحد منهم  .

  تدل كلمة الاويلم على الرجل لكن كان لهذه الكلمة معنى اجتماعي اخر حيث يشير هذا اللفظ اجتماعياً الى الطبقة الممتازة من المجتمع او من ولد رفيعاً ولعل هذه الطبقة كانت تتألف من المشيخة الذين لهم مركزاً مرموقاً في ادارة الدولة والقضاء وقواد الجيش وكبار الموظفين ،وكان القانون يفرض عليهم عقوبات اصرم اذا قاموا بأرتكاب جرائم ، وبالمقابل فرض القانون احترامهم على بقية طبقات المجتمع ،والقاعدة العامة ان الزواج بين الطبقات الثلاثة قليل الوقوع نظراً للفارق الاجتماعي بينهم الا ما ندر ،وقد ميز حمورابي في شريعته بشكل ملحوظ بين الطبقات الثلاثة من المجتمع.

  اما الطبقة الثانية من المجتمع فهي الوسطى(المشكينم) كانت هذه الكلمة تشير الى مجموعة منفصلة عن (الاويلم) واقل شأناً منهم بشكل ما،وكان المشكينم قانونياً اتباع مليكون للدولة او الملك يمنحون اعانات عينية او قطع اراضي مقابل خدمتهم في القصر ،وكان المشكينم يوصف بأنه غير المالك (لا مواطن) حيث لم يكن يتمتع بحماية أي قانون عرفي عادي .

  ان كلمة مشكينم اسم فاعل مشتق من فعل ، وكان المعنى الاساس هو (المركز الاقل شأناً) وقد ادى ان اصبح المعنى في العصر البابلي القديم يشير الى الاملاق الذي اصبح فيما بعد المعنى الرئيس للكلمة.

 وقد وردت في شريعة حمورابي معاملة خاصة بهم فمثلا اذا احدث احد افراد الطبقة الممتازة(الاويلم) ضرراً بأعضاء احد افراد الطبقة الوسطى(المشكينم) فأن عقوبته تكون بدفع الدية اما اذا حدث العكس فأن العقوبة تكون (العين بالعين).

 وهناك دلائل تشير وتؤكد ان كلمتا (الاويلم والمشكينم) كانتا موجودة  منذ اقدم العصور وحتى نهاية العصر البابلي الحديث في العراق القديم و ان هاتين الكلمتين او الفئتين لا تطلق على طبقات اجتماعية بمفهومها القانوني والاجتماعي بل قصد المشرعون بها للدلالة على حالة الفرد الاقتصادية أي ان الاويلم هو الفرد المتمكن اقتصادياً من الاحرار والمشكينم هو الفرد الغير متمكن اقتصادياً من الاحرار ايضاً ،وان هذا التمييز لا يشير الى تمايز طبقي فكلا الفئتين من الاحرار وبالتالي لا يعتمد على انحدار الفرد الطبقي حيث من الممكن بل ومن المحتمل ان يصبح الفقير غنياً والغني فقيراً تبعاً للظروف الاقتصادية التي يمر بها وعند اذن يتغير وضعه الاقتصادي وبالتالي تتغير فئته ،بينما لايمكن تحول الفرد من طبقة العبيد الى طبقة الاحرار الا وفق نظام وتقاليد خاصة تحكمها القوانين سواء اكانت مدونة ام غير مدونة .

 اما الطبقة الثالثة من العبيد (أردو أي العبد وأمتو = أمة أي العبدة) كان العبيد يستخدمون بشكل كبير وان معظمهم في بلاد الرافدين كانوا من السكان المحليين اذ كان المدينون العاجزون عن دفع الديون والمفلسون من الاغنياء سواء كان رجل او امرأة يبيعون انفسهم او اطفالهم في حالات كثيرة ليصبحوا ارقاء،او من الاطفال غير الشرعيين ممن يرمون في الطرقات ،وكان التجار البابليون يتاجرون بالعبيد الاجانب وكان الطلب الاكثر على السوباريون ( اقوام سكنت شمال العراق) .

 اما اسرى الحروب فكانوا عادتاً يصبحون حصة الملك أي عبد الدولة .وكان هؤلاء يشيدون الطرق ويحفرون القنوات ويقيمون التحصينات العسكرية ،ويبنون المعابد ويفلحون اراضي الملك ويعملون في مصانع القصر ،وكانت اسماؤهم واعمارهم والمناطق التي قدموا منها تدون في سجلات خاصة ،وكان عبيد المعابد ينتخبون من اسرى الحروب .

 وكان العبيد غير شائعين لدى الاهالي ، وكان معدل سعر العبد في العصر البابلي القديم زهاء عشرين شيقل فضة ويصل احيانا الى تسعين شيقل ،في حين كان معدل الاجر المدفوع الى العامل الاجير عشر شيقلات سنويا ،وهكذا كان الافضل لصاحب الارض تشغيل عمال موسميين بدل من امتلاك العبيد للعمل الزراعي .

  لا يعرف بالضبط متى بدأ نظام الرق في العراق القديم ،وتشير العلامات الصورية التي استخدمت للدلالة على العبد المملوك او الامة المملوكة الى ان الرق كان معروفاً منذ بداية استخدام العلامات الصورية كوسيلة للتدوين في اواسط الالف الرابع قبل الميلاد ،وتشير هذه العلامات الصورية ايضاً الى ان مصدر العبيد الاول كان من البلدان الاجنبية الواقعة في المنطقة الجبلية المحاددة للعراق القديم حيث كانت العلامات الصورية التي تدل على العبد مؤلفة من رمزين الاول يعني (ذكر) والعلامة الثانية تعني (الجبل) أي رجل من الجبل ،اما العلامة التي تدل على الامة (الانثى) فهي الاخرى مؤلفة من رمزين الاول يعني(الانثى) والرمز الثاني يعني (جبل) .

 يعتبر العبد من الممتلكات المنقولة لصاحبة حاله حال الممتلكات المنقولة الاخرى وللمالك حق التصرف به كما يشاء وعدته القوانين قاصراً منعت التعامل التجاري معه،ولم يكن العبد ينتسب لأبويه بل الى سيده او مالكه ،حيث كان يحذف اسم ابيه  ،وحتى اذا اصيب بأذى فأن التعويض يدفع لمالكه وليس له .

  ومن المعروف ان العبد كان يوسم بذات الطريقة التي يوسم بها الحيوان وعلى الرغم من الاشارات الصريحة لهذا الاجراء ،فاننا لا نعرف على وجه الدقة ما الذي يمثله هذا النوع من الاجراء ذلك لان التعبير المستخدم لديهم في العادة ( انه سيحلق ) او (انه سيوسم) وهذان التعبيران غامضان ،وان ماهو معقول ومقبول هو ان علامة الوسم ذاتها اما ان تكون رمزاً للتشخيص ،او اسم المالك احياناً ،فقد عرف من عقد بيع ان امرأة تدعى (بلت-سليم) بيعت الى شخص يدعى (نبو-شوم-ليشير) الذي طبع اسمه على يدها.

  وما خلا ذلك كان يوضع في عنق العبد لوح طيني صغير يحمل اسمه واسم مالكه ايضاً ،وبذلك يستخدم هذا اللوح بمثابة هوية .

 كانت المظاهر القانونية لبيع العبيد مطابقة لمظاهر بيع السلعة ،فقد كان يعطى به ضمان مثلما هو جار بالنسبة للحيوان بأن العبيد كانوا مالاً مطلقاً للبائع ،وان لايكون يعاني من أي مرض معدٍ وكانت معظم هذه الامراض واضحة بصفة مباشرة وعلى هذا فأن الامراض الممثلة بالكلمتين (بينو) و (سبتو) اللتين ربما تترجم بشكل تخميني  يمكن ان تكون(الصرع والجذام)،     وتتغير فترة الضمان حسناً طبقا للاحوال الجارية وعلى هذا فهي مائة يوم بالنسبة للصرع والجذام .

3- المحور الثالث ( تنظيم العائلة):

  العائلة هي اللبنة الاساسية لتكوين المجتمع وغالباً ما يكون تنظيم المجتمع على غرار تنظيم العائلة وينطبق هذا على العائلة العراقية القديمة والمجتمع العراقي القديم .ويجد الدارس للقوانين العراقية القديمة ان غالبية المواد القانونية تعالج شؤون العائلة الخاصة وتنظيماتها وكمثال على ذلك قانون حمورابي الذي خصص ما يقارب من مائة مادة قانونية لتنظيم شؤون العائلة اما القوانين الاشورية الوسيطة فقد خصصت ما يقارب من نصف موادها المعروفة للاحوال الشخصية .

  يقف على رأس العائلة الاب(الزوج) وبيده جميع الصلاحيات والسلطات المطلقة شأنه في ذلك شأن الملك في بلاده وهو المسؤول عن اعالة افراد عائلته المكونة من زوجته واطفاله وابويه واخوته واخواته ان لم يكن لهم من يعيلهم وكان عليه ان يعمل ليحصل على المال اللازم لتوفير المسكن والمأكل والمشرب وكان يساعده في عمله اولاده من الذكور متى ما بلغوا سناً يسمح لهم بالعمل .وكان احترام الاب واجب على جميع افراد الاسرة.

 اما الام (الزوجة) فكانت تأتي في المرتبة الثانية بعد زوجها ،وهي المسؤولة عن ادارة شؤون البيت واعداد الطعام وتربية الاطفال وكانت سلطتها على اولادها ولا سيما الاناث منهم.

  وكان للزوجة حقوق وواجبات على زوجها وعلى اولادها كما كانت لها شخصيتها المالية المستقلة فلها ان تملك الاموال المنقولة وغير المنقولة وتمتهن بعض الحرف والصناعات اليدوية التي تقوم بها في اوقات فراغها في البيت .

 وكان اساس الزواج في العائلة الزواج الاحادي .فليس للرجل ان يتزوج من زوجة ثانية الا في حالات خاصة كمرض الزوجة الاولى الذي لايرجى شفاؤه او عدم انجابها الاطفال او انكارها زوجها او التقليل من قيمته والخروج عن طاعته .

 ولم يكن الزواج يعتبر قانونيا ومعترفا به الا اذا ثبت بعقد مكتوب واشهد عليه الشهود .واذا صادف ان اخذ رجل امرأة واسكنها في بيته لمدة سنة كاملة دون ان يكتب لها عقدا ويحصل على موافقة والديها فلا يعتبر ذلك زواجا شرعيا ،وكان رضى الوالدين واقرارهما الزواج شرطاً اساسياً لقيام الزواج الشرعي وكانت مراسيم الخطوبة والزواج شبيهة بالمراسيم المتبعة في الوقت الحاضر وكانت ترافقها احتفالات عائلية وتقديم الهدايا وقد تستمر عدة ايام وكان على الزوجة البقاء في بيت زوجها .

 يسبق الزواج حفل الخطوبة الذي يقوم خلاله الزوج بصب العطور على رأسها ،ويجلب لها الهدايا والمأكولات وتصبح بعدها الفتاة عضوا كاملا في اسرة زوجها المقبل ،أي انه اذا ماتوفي سوف تتزوج واحدا من اخوته وان لم يكن له اخوة فأنها تتزوج من احد اقاربه الاقربين .

 كان الزواج يرتبه عادة والدي العريس اللذان يختاران البنت لتكون عروسا لأبنهما وكان يسبق ذلك وعد بالزواج مع مواثيق ثابتة معززة بقسم بأسم الملك .

 وكان الزواج يتضمن ثلاثة انواع من المبالغ :

الاول : يقدمه الزوج الى عائلة زوجته المقبلة وهو المهر ،وهو ملك خاص بالزوجة ويرثه ابناؤها من بعدها.

الثاني : مبلغ او هدايا تقدمها عائلة الفتاة عند الزواج ويكون هذا المبلغ وديعة عند الرجل له الحق بالتصرف به مؤقتاً ولكنه يبقى ملك الزوجة ولها ان تسترده في حالة الطلاق ويرثه اولادها او والدها ،ان لم يكن لها اولاد من بعدها.

الثالث : فهو هدية الزوج لزوجته من بعد الزواج.

 ومن المتفق عليه اذاما توفيت الفتاة وزوجها لم يرغب بالزواج من احد شقيقاتها فأنه سوف يسترجع كل الهدايا التي اهداها اليها ماعدا ما تم استهلاكه منها .

 وكان الزوج من طبقة الاحرار يضع الحجاب على وجه عروسه بحضور شهود ويعلن بكل خشوع (  انها زوجتي) ،وقد حدد القانون الاشوري اهمية الحجاب الذي كان مثار البحث وكان من الواجب اذا ما شاهد رجل أمة او عاهرة ترتدي الحجاب ان يفضحها، فلا يجوز لبس الحجاب الا للمرأة الحرة العفيفة ،ومع اختلاف مفهوم واهمية الحجاب على تعاقب الازمنة فأن الحجاب الذي ترتديه المرأة المسلمة يمتد عمره الى احقاب بعيدة في التاريخ ومنذ ذلك الوقت جرت العادة باستعماله على نطاق واسع .

  كان الطلاق معروفاً عند العراقيين القدماء ولكنه محدداً  في حالات معينة ذكر بعضها في القوانيين والتشريعات القديمة،وكان الطلاق يثبت بعقد مكتوب ومشهد عليه ،وكانت اليد العليا في الطلاق للرجل .

  كان التبني معروفاً في مختلف العهود العراقية القديمة ويعتبر من التقاليد القانونية المشروعة فيستطيع الاب ان يجعل اطفاله من أمة او سرية شرعيين بالتبني،فقد خصصت المادتين (188 و189 ) من قانون حمورابي لموضوع التبني وتعليم المهنة ،أي بمعنى اذا تبنى حرفي ولداً ليربيه (يتبناه) وعلمه حرفته فلا يحق لأحد المطالبة باسترداد الولد ،اما اذا لم يعلمه حرفته فأن من حق الولد العودة الى بيت ابيه  ،وفي الحقيقة لم يكن هناك فرق قضائي بين الاطفال من صلب الرجل والاطفال بالتبني في موضوع الأرث .

 اما عن موضوع الارث فأنه اذا مات الرجل قبل زوجته فأنها لا ترث ممتلكاته بل تحافظ عليها للورثة ،اطفالها ما داموا قاصرين ،وعموما فأن ممتلكات رب الاسرة المتوفى تذهب الى الذرية من الذكور والاناث ،وعند عدم وجود الذرية فأن الممتلكات عموما تعود الى اخو الزوج المتوفى ،وهناك اشارات  في نفر من عصر اور الثالثة على محاولة اخ الزوج المتوفى اغتصاب الارث الشرعي للارملة الباقية على قيد الحياة.

 وكان موضوع الوصية وارد في الشرائع العراقية القديمة ففي المادة (165) من قانون حمورابي وضح ان اذا وهب رجل وريثه المفضل حقلا او بستانا او بيتا وكتب له وثيقة مختومة بذلك،فبعد ان ينتقل الاب الى اجله وحين يقسم الاخوة تركتهم فأن الوريث المفضل يأخذ الهبة التي منحها له ابوه ،فعليهم ان يستثنوا ذلك ويقسموا بالتساوي املاك ابيهم.

 ختاماً فأن العائلة النواة كانت جيدة التحصين في بلاد الرافدين  ولدينا عدة امثلة من العوائل العريقة جدا مثل عائلة (اور – ميمي) في نفر التي قدمت ثلاثة اجيال من الكهنة الرئيسين في معبد انانا فضلا عن عدة اجيال في المنطقة .

 المراجع

 دانيال تي بوتس، حضارة وادي الرافدين الاسس المادية ،ترجمة كاظم السعدي:مراجعة الدكتور اسماعيل حجارة ،بغداد،2006.

  1. ديفد وجون اوتس ،نشوء الحضارة،ترجمة لطفي الخوري ،دار الحرية للطباعة،بغداد،1988.
  2. طه باقر،مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ،ط2، بغداد ،1955.
  3. طه باقر ، مؤيد سعيد ، فاضل عبد الواحد واخرون، التاريخ القديم للوطن العربي ، ط6، 1983 .
  4. جون اوتس،بابل تاريخ مصور ،ترجمة سمير عبد الرحيم الجلبي،بغداد ،1990.
  5. جورج كونتينيو ،الحياة اليومية في بلاد بابل واشور،ترجمة وتعليق :سليم طه التكريتي وبرهان عبد التكريتي ،بغداد، 1979 .
  6. هاري ساكس،الحياة اليومية في العراق القديم (بلاد بابل واشور)،ترجمة كاظم سع